|
التـوحد - خطوة صغيرونة |
الكاتب : مني خليفة |
القراء :
3152 |
التـوحد - خطوة صغيرونة مني خليفة
هو حدث مؤلم للأسرة حين تعلم أن احد أطفالها مصاب بإعاقة - خاصة إذا كانت من الإعاقات الحديثة نسبيا في مسماها أكثر من اكتشافها مثل التوحد autism وهي إعاقة إنمائية متداخلة ومعقدة تظهر لدي الذكور أكثر منة في الإناث كما أن تقاطيع وجوههم عادية بل هي جميلة ولا تشبه تقاطيع وجوه الأطفال المصابين بالإعاقة العقلية مثلا ويتصف بعض التوحيديين ببعض السمات المتنافرة مابين الذكاء الشديد والموهبة والإبداع وما بين الضعف الواضح في التفاعل الاجتماعي والقدرة علي التواصل مع الآخرين وعدم التطور بشكل مناسب مع ظهور أنماط شاذة من السلوك التخيلي ومع انعدام التواصل البصري وكثرة الحركة يستجيب بردات فعل غير مناسبة للموقف وبعض السلوكيات منها التكرارية النمطية مثل رفرفة اليدين بطريقة منتظمة أو الدوران طوال اليوم بدون إظهار لمشاعر التعب حول طاولة معينة في الغرفة مع إصدار أصوات معينة أو بتكرار عبارات محددة كما يستجيبوا للمثيرات البيئية من حولهم بأسلوب غير عادي فمثلا يلفت انتباهه ويثيره صوت دقات عقارب الساعة الخافتة في احد أركان المنزل ويبحث عنة ويتابعه بكامل جوارحه مظهرا علامات الاستمتاع متجاهلا صوت أمه الداعي إلي تناول قطعة حلوي وهي إعاقة تظهر في مختلف الطبقات والمستويات الثقافية والعرقية ولا يوجد لها أسباب معروفة بحد ذاتها في الوقت الحاضر إلا أن هناك بعض العوامل المساعدة مثل العوامل النفسية والجينية والعضوية وهناك عدد من الاستراتيجيات المستخدمة في العلاج منه علي سبيل المثال التدخل السلوكي والحمية الغذائية والعلاج بالفيتامينات والعقاقير الطبية والبرامج التاهيلية وكذلك يختلف ظهوره في الحالات فهو يصيب الأطفال منذ الميلاد أو بعد ذلك إلي عمر ثلاثة عشر سنة حسب ما ورد في مؤتمر التوحد الأخير وعلي ذكر المؤتمرات أتذكر في مؤتمر الكويت قابلت الأستاذة جورجيا وهي أمريكية مشاركة بورقة عمل وحاصلة علي الماجستير في اللغات ولديها ست لغات العربية احداها وفي نفس الوقت هي مصابة بالتوحد وقد ذكرت عند استعراض تجربتها أن لديها حساسية مفرطة تجاه أصوات معينة مثل صوت المياه داخل المواسير في الجدران كذلك يزعجها استماعها لأصوات إقدام الأشخاص في الشارع وهي في منزلها أكثر من الأصوات الصادرة من صوت التلفاز المرتفع كلمه أخيرة : إصابة الشخص بالتوحد لاتعني إطلاقا أنة سيعيش حياته وحيدا كما كانت الاعتقادات سائدة سابقا بل أن كثير منهم تخطو حاجز الإعاقة وتميزوا بحياة ناجحة ومستقلة مني خليفة أخصائية تربوية ورئيسة المكتب الطبي والتربوي بالجمعية
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|