|
|
|
خطوة صغيرونة - تخيل نفسك…….كفيف |
الكاتب : نجوى خليفة |
القراء :
1781 |
|
خطوة صغيرونة
تخيل نفسك…….كفيف
الأستاذة/ نجوى خليفة -رئيسة جمعية الخطوة السودانية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة
البعض يعتقد أن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة (الأشخاص المعاقين) صعب أو اسلوبة مختلف لا يفهمه سوي المختصين ... وهذا اعتقاد به جزئية خاطئة لان الكل يمكنه التعامل معهم معايشتهم ومصادقتهم بل يمكن أن يكونوا أولئك منافسين وفي مراتب وظيفية اعلي ...كل ما هناك أن التعامل معهم يجب أن ينبع من القلب ومعاملتهم بأنهم شركاء معنا في الحياة منتجين إذا ما وجدو البيئة المناسبة .... وكلما راعينا خصوصية الإعاقة في التعامل كلما كان ذلك أكثر راحة للطرفين ...فمثلا المصابين بكف بصر يجب أن لا يفرض المبصر مساعدته له خاصة إذا كانت مساعدة جسدية دون سؤاله لان هذا أكثر ما يزعجهم .... بل الأفضل أن يتم سؤاله أولا- هل أساعدك -ولا تقدم المساعدة إلا إذا كان فعلا في موقف يحتاج فيه إلي مد يد العون .....وطريقة المساعدة الجسدية المقدمة للكفيف تكون عن طريق إمساك الكفيف بذراع الشخص المبصر من فوق الكوع ويكون الكفيف بالخلف دون جره من يده أو دفعه للأمام مع إعطاء الكفيف الفرصة للقيام بالأعمال التي يمكن له أن يدركها ويلفت نظره إليها مثل فتح الأبواب وغلقها وتناول الأشياء مثل كتاب علي طاولة .. ... كذلك من المهم لفت نظر الكفيف إلي معدل الاختلاف في السطوح (الأرضية) أثناء الصعود والنزول من السلالم والارصفة.. .. وعند الدخول إلي مكان به شخص كفيف يجب علي الداخل التعريف بنفسه وإشعار الكفيف بوجوده ... كما يجب التحدث معه بلهجة عادية لا بصوت عالي خاصة إذا علمنا بأنه سبحانه ما اخذ من شخص شئ إلا وعوضه خير منه - فحاسة السمع لديهم علي درجة عالية من الحساسية للأصوات وقد وظفوها لالتقاط أدق الأصوات لان هذه هي وسيلتهم الأولي في التواصل مع الحياة .... أخبرتني زميلة كفيفة بأنه من المواقف التي تزعجها اثنا ء تعاملها مع المبصرين حين يتهامسون عليها بالقرب منها وكأنها لاتسمع.... أو حين يحمدون الله بصوت مسموع بالقرب منها علي اكتمال حواسهم وكان تذكر الحمد والشكر لم يتذكروه سوي الآن .... وعلي العموم جرب أن تنظر للغرفة جيدا من حولك -- ثم أغمض عينك بقطعة وتنقل لمدة ربع ساعة علي الأقل ستفاجئ بكم الأصوات التي تميزها ثم راجع مع نفسك اثر هذه التجربة عليك.
كلمة أخيرة:
عندما تصافح شخص كفيف اضغط علي يده بلطف لان ذلك يشعره بما في قلبك من مشاعر دافئة نحوه ...ويوصل له الابتسامة الرقيقة التي ارتسمت علي وجهك.
نشر هذا المقال في العدد رقم (433) من جريدة السوداني، بتاريخ 22 يناير 2007م صفحة حواء المهجر.
|
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
